ضرورة دعم الاستقرار و التنمية/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/
تانيد ميديا : ضرورة دعم الاستقرار و التنمية/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/قبل يومين نشرت مقالا تحت عنوان الرئيس غزوانى و حرية التعبير،اعتبره أحد المعلقين فى إحدى مجموعات الواتساب محاباة غير مباشرة للنظام،قائلا هذا الصحفي كان يقدم انتقادات جريئة،لكنه فى الفترة الأخيرة أصبح يدافع عن النظام،و لو بصورة غير مباشرة.
هذا فى مجمله تقييم يخص صاحبه و لا ينطبق علي بعضه،و أقول باختصار،بداهة جميع الجهود التى تصب فى الاستقرار و التنمية ينبغى تشجيعها،سواءً قام بها الرئيس غزوانى أوغيره،و هذا مبدأ يحتاج إلى شرح كبير،و المعارضة الإيجابية،يفترض أنها توجه من أجل تحسين الأداء الحكومي،و ليس مجرد التحامل و التناول المغرض،بينما يعارض البعض لأنه لم يصب ما يريد و يسعى إليه،من زاوية ضيقة.
و للتذكير أود القول،إن خطي التحريري عرف بالتعبير بجرأة و صراحة عما أريد،و من يتهمني بالخوف أو المجاملة معنى ذلك أنه يتحدث عن شخص آخر،فما كنت يوما ،لله الحمد، وجلا و لا مفرطا فى خدمة الصالح العام،و ذلك ما أحتسب لوجه الله،و من أجل هذا حرمت طويلا و حوربت،و ذلك معروف.
أما اليوم فلدي رؤية للمسرح السياسي الوطني الراهن تقتضى التفهم و الاتباع، لمصلحة الوطن أولا،عسى أن نحافظ على استقرارنا و نزيد من وتيرة التنمية،و حتى لا نقع فريسة للتطرف الداخلي أو الاستهداف الخارجي.
فرغم أن تزكية الأنظمة مسؤولية أخلاقية و تاريخية،تتطلب الحذر و الموضوعية،من أجل الحق أولا، حتى لا يقال جاملت أو جانفت الصواب،لكن بإيجاز فى الوقت الراهن تواجه الدولة خطر قوى معارضة متطرفة بامتياز،حيث تحالف عزيز مع افلام و مازال بيرام و بعض أنصاره يتبنون خطابا مفعما بالكراهية و منذرا بتهديد اللحمة الوطنية،و هذا يستدعى فى المقابل،دعم ما هو قائم من نظام سياسي فى البلد، من أجل ترسيخ الاستقرار و هيبة الدولة و تعزيز فرص التنمية،و قد لا يعنى هذا مباركة نواقص نظام غزوانى،و لكنه رئيس منتخب يقود نظاما سياسيا،مهما قيل عنه من التقصير ،فهو أفضل من جبهة تطرف غير مؤتمنة فى نظري على حاضر البلد و مستقبله،ثم إن موريتانيا تنتظر استخراج الغار من جنوبها و تستخرج الذهب من شمالها،و ربما هي محل أطماع اقليمية و عالمية،ففى الوقت الراهن أرى ضرورة دعم الدولة الموريتانية ،بالمعنى الواسع،حتى لا تقع دولتنا فريسة لبعض الجهات الداخلية أو الخارجية،مع احتساب خطورة ما يجرى فى بعض دول المنطقة،هذا مع ضرورة استمرار و تعميق النقد الهادف البناء المسؤول،و مع التوازى مع معارضة وطنية قوية و ناضجة،و بهذا يحظى النظام بالدعم فى مسارات الاستقرار و التنمية و يحظى بالدعم ضد المتطرفين محليا، و طبعا مع التوجيه و النقد،ليتمكن الوطن من المحافظة على الاستقرار و زيادة منسوب التنمية ،دون التبخيس من قدر المعارضة المسؤولة،و ليتمكن الرئيس و فريقه الحكومي المتجدد،من عبور هذه العهدة الرئاسية بأمان و أقل مستوى من الخسائر،مع أن الحصيلة تحتاج للمزيد من التطوير و الدفع للأمام.
لقد استطاعت الدولة حشد قدر معتبر من الدعم الاجتماعي عن طريق تآزر،و خصوصا منذ جائحة كورونا،لكن بعض القطاعات الحكومية تتطلب الكثير من الجهد،و إن نظرنا بصورة مركزة على شبكة الطرق بوجه خاص،سنلاحظ بجلاء حاجة الطرق الداخلية فى كافة المدن حتى العاصمة للترميم و المعالجة،كما أن الطرق الواصلة بأغلب المدن متهتكة،و هذا يتطلب جهدا استعجاليا و ملموسا.
و بمجمل القول،إن الدولة تستحق الدعم من أجل التضييق على القوى المتطرفة و بعض الدول الطامعة فى التأثير السلبي على استقلالية قرارنا السيادي،و إن رآى بعضكم فى هذا موالاة،فهو صادر من رؤية استراتيجية جادة،فليس هذا الظرف من تاريخ الوطن يسمح بإضعاف النظام القائم،لأن ذلك يصب فى خدمة المتطرفين المحليين و بعض الجهات الخارجية،التى تتحين فرص التخاذل و تذبذب الرؤية و الفهم.